الشعبية تكمن في الثقافة والفن- 1

نوه عضو المجلس التنفيذي في حركة الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل إلى مساهمة الثقافة والفن في الثورة، وقال:" إن ذهنية الثقافة والفن هي التي تعطي الروح للمجالات السياسية، الدبلوماسية، العسكرية والاقتصادية ".

قدم عضو المجلس التنفيذي لحزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل لوكالة فرات للأنباء تقييماً عن نشاطات الثقافة والفن قبل الثورة في روج آفا وتأثير نشاطات القائد عبدالله أوجلان على هذه النشاطات.

صرح آلدار خليل:" أن قدوم القائد بحد ذاته كان ثورة، بقي القائد 20 عاماً في سوريا وغرب كردستان ولا يزال تأثير بقائه هذا مستمراً إلى الآن، حيث خلق ثقافة تاريخية على مدار الـ 20 عام من ناحية مساندة القيم الفكرية والوطنية، وضع القائد في الأساس تعريف جديد للثقافة، كان التقارب للثقافة قبيل القائد تقارب كلاسيكي، كان يتم رؤية الفن فقط على إنه نتاج ومؤلفات فنية كالموسيقى والمسرح، لم يكن يتم تعريف الفن عميق قبل القائد، أِشار القائد بتعريف صحيح للفن، وقيم كل موضوع يتم خلقه بيد المجتمع وتقدمه كثقافة، وقيمها كإثبات لوجود المجتمعات، لذلك يتم رؤية احتياجات الحياة وحتى الأدوات اللازمة، الأزياء وأسلوب ارتدائها، الموسيقى، المشاعر، اللغة والآراء الاجتماعية كثقافة.

لم يضع القائد فرق بين ثقافات الشعوب، لم يتحدث فقط عن الثقافة الكردية، كان يقول إن ثقافة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص أيضاً ثقافة مزبوتاميا يكملان بعضهما البعض، لم يتبع القائد النشاطات السياسية فقط في كردستان، وأولى اهتماماً كبيراً بالنشاطات الثقافية، أيضاً، وأشار إلى إنه قبل السياسة يجب أن تكون الثقافة خالدة لتطوير الوطنية، ضمانة وحدة المجتمعات وتعريف الحقيقة الاجتماعية، لذلك أولى اهتماماً بالنشاطات الثقافية، مثلاً:" احتفالات نوروز كانت حقيقة تاريخية للشعب الكردي، إن احتفالات نوروز ليس فقط تقديم الموسيقى، المسرح والأغاني للشعب، أراد مواصلة إظهار تقليد نوروز لوحدة الشعوب ضد الظلم، أرادة إحياء ثقافة الشعوب يوم نوروز، لذلك خطى القائد أولى خطواته بهذه الطريقة، كان يقول إن يجب تحقق نوروز معناها، وقبل أن يقول القائد رأيه عن نوروز وتنظيمه، كانت تمر احتفالات نوروز كنزهة ورحلة في روج آفا، ينصب الجميع الخيم، يحضر الطعام، ويعقد قليلاً حلقات الدبكة، ويعودون إلى منازلهمـ أي كانت تمر كأي عيد، ولكن قال القائد، نوروز ليست برحلة، يوم المقاومة، يوم توسيع النضال، وحدة وثقافة المجتمعات، تم الاحتفال به بهذا الشكل كيوم مقاومة، لأنه كان هناك عدم توفر الفرص، الحظر والظلم في روج آفا، كانت تسنح لهم يوم الاحتفال الفرصة لمساندة الحقيقة الثقافية، عشرات الآلاف كانوا يضعوا الأشرطة الخضراء، الحمراء والصفراء، وكانوا يجتمعون بالأزياء التقليدية، ويسردون الأغاني بمشاعرهم وأفكارهم، ويقدمون المسرحيات حيث خلق هذا روح، كل هذا أدى لخلق ثقافة جديدة، وصل القائد بهذا الروح لقرار إنه يجب تشكيل الكومينات في كافة المدن والأحياء".

وقدم آلدار خليل بخصوص النشاطات الأولى للفن، وخاصةً تشكيل المجموعات، تقييماً على النحو التالي:

" لم يكن هناك ناحية فنية فقط ضمن المجموعات، كان يولي مكان لكافة أجزاء الفن، انضم العديد من الشبيبة للمجموعات، لم يكن هناك فن لبعض الأشخاص ولكن كانوا ينضمون للمجموعات، كان هناك روح ثوري مع هذه المجموعات، كان هناك روح وطني وثوري، وأحيانا لم تكن جدية، وأولى القائد بالإضافة لهذا أهمية كبيرة لنشاطات الثقافة والفن، لقد اشار القائد دائماً في تحليلاته ومؤلفاته إلى أهمية نشاطات الثقافة والفن، وكان يتم تنظيم فعاليات مختلفة للشعب عن طريق هذه المجموعات، كان يعمل الشعب ضمن أراضيهم بسعادة للمساهمة في اقتصاد الثورة بالرغم من ظلم وضغوطات النظام البعثي وكانت تتحرك هذه المجموعات بفنها مع الشعب، وانضم البعض للثورة بفضل هذه الأنشطة، وأغلب الشبيبة الذين انضموا للثورة تحولوا إلى ثوريين، سياسيين، مقاتلين، رواد الشعب والكريلا، وكانت الانضمامات حتى أعوام 1985 وحتى 1990 عن طريق هذه المجموعات، لم يكن يفرق القائد نشاطات الثقافة والفن عن النشاطات السياسية، الاقتصادية، العسكرية والوطنية".

وأشار آلدار خليل إلى انه قامت ثورة روج آفا على إرث، وقال:" لاحظوا كانت هناك الكثير من الحركات والمنظمات عام 2011 عندما انطلق ربيع الشعوب ولكن لم تكن أية منها لها خطوات كهذه، لماذا؟ لأنه كانت حركتنا ذات إرث، اتبع قائدنا الممارسة العملية لمدة 20 عام في روج آفا، واستمرت النشاطات التنظيمية على مدار 12 عام على خط سياسة الـ20 عام، لم تكن النشاطات بدأت من الصفر، إنما كانت تُتبع على أساس النشاطات السابقة، وكانت الثقافة والفن أيضاً ضمن النشاطات التي كانت تُتبع في روج آفا ويتم رؤيتها كإرث،  وكانت المؤلفات والنشاطات التي يتم إبداعها تمد الشعب بالحماس، المعنويات والقوة، كانت قد خلقت انتفاضة، مقاومة، وطنية، وحدة، مساندة قيم ثقافية حرة وأخوة الشعوب، وكانت حاضرة في العديد من المواضع عند بدء ربيع الشعوب وسنحت لها الفرصة لاتباع النشاط العملي على أثر النشاطات الحالية، لذا لم نعاني من خطوتنا ".

هذا وسلط آلدار خليل الضوء على إن هدف الثورة ضمن إطار ديمقراطية جديدة وحقيقة تاريخية لتاريخ الشعوب وهو خلق ذهنية، وأضاف:" نعم هناك الحاجة لحماية هذه الثورة من الناحية السياسية، العسكرية والدبلوماسية، ولكن الثورة بحاجة للثقافة، الفن والتنوير أيضاً، لا يمكن للثورة تحقيق النصر ما لم تتحقق الثقافة والتنوير، بلا شك إن مجالاتها السياسية، الدبلوماسية، العسكرية، الاقتصادية وتنظيم المجتمع مهمة، ولكن ذهنية الثقافة والفن هي التي تعطي الروح لجميع هذه المجالات وتُحييها ".